اكتب رسالتك هنا في مكان ما وسط ستينيات القرن الماضي ، جلست على احدى قوارع عمان ، امرأة وجدت نفسها من غير سبب بلا مأوى بلا زوج بلا احمد ، احمد ذلك الفتى بل ذلك الرضيع في هذه الايام ، رضيع نعم رضيع ولو نبت شاربه ولو اشتد عوده ، ولو شاب رأسه.
يرضع المر رضعا يرضع الذل والهوان وهو الاسير الطائر المسجون بعد ان اسر في ليلة قيل عنها النكسه ، كانت ليلة هادئه لوله عواء بعض الكلاب نغصها ، وشق هدوءها ليست رصاصه بل وابل من الرصاص وكأنها مطر السوء ، رصاصة في ظهر ابيه فأردته ، قبل ان يؤسر وتهجر امه الى قارعة الطريق .
هجرت وهي تحمل المفتاح قبل احمد ، في قلبها قبل ان تعلقه في عنقها مشت واهترأ قلبها قبل حذاءها ، بل قبل ثوبها البالي اللذي لم ينج غيره من هجوم الكلاب ، مشت ومشت حتى وجدت الحضن "الدافئ" ولو كان مليئا بالاشواك ولكن الشوك افضل من النار .
مضت الايام على حالها لا جديد يذكر ولا قديم يعاد غير انها غيرت حذائين وثوبين ولكنها لم تستطي تغيير قلبها الذي كان في كل يوم يدميه الزمان بخناجره المسمومه ويحرقه الحنين بناره المحمومه.
قـضـيّـة عـنـكـبـوتـيّـة .. بقلم اسيل رياض عواد
وفي ذات صباح انتشرت فيه خيوط الشمس الذهبيه التي لم تعني لها اي شيئ غير انها كانت السبب في ظهور ظل لرجل طويل نفض من قلبها المسموم سمه ، وكسر خنجر الزمن الذي طالما تمتع في تلويعها و تجريح قلبها الذي ما زال ينبض بالامل ، لينتفض الان باثا جرعة كبيرة من الامل في عروقها الرثه ، كيف لا وهي تعرف هذا الظل وان كان مترنحا بين اثنين ، لا والله انها تعرفه ولو كان بين الف ظل.
نعم ، نعم انه احمد قد عاد ولكن ليس هذا احمد الذي ارضعته القوة والنشاط ، بل هو بثوب رث ممزق ما كان هذا المهم ولكنه جاء بقلب رث ممزق، وهذا ما كان الامر وقد جاء لها بجسد يكاد يكون كعود غض في وسط الزحام ، مددته على الارض ، احتضنته و كثيرا قبلته اجلسته على افضل و اجمل فراش لديها في تلك الخيمة "المهترئه".
أمـلُ العـودة .. بقلم اسيل رياض عواد
نطقها بقلبه لا بشفتيه ،احمد "اين المفتاح امي" فقالت استرح فان المفتاح معي لم يرض الا ان يرى المفتاح ولم يهدأ حتى اعطته اياه فضمه الى قلبه المتعب قبله كانه روحه ثم نام.
في باكر الصباح نهضت بأملها فاحمد الان معها ، بجانبها بل هو الان في حضنها انسالت خارج الفراش خوفا من ايقاظه فأحمد متعب ، خرجت لتعد اجمل افطار للبطل ، استعارت البيض من جاره والجبن من اخرى حتى اتمت الافطار الملوكي للبطل المحرر.
YOU CAN .. AND YOU WILL ... Written By Aseel Awwad
ذهبت لايقاظ احمد طبعت قبلة على جبينه ولكن لماذا جبينه بارد ! انسالت دمعة من عينها على جبينها ، هزته وهزته وهزته ولكن احمد لا يرد ، فصرخ قلبها قبل لسانها صرخة فيها كل صبر الايام وكل اسراب الاحلام ، صرخة شقت كل صوت في المخيم .
مات احمد .............مات الاسير.....................مات البطل
نشأت المومني
شارك انت ايضا معنا بكتاباتك و خواطرك و اشعارك من خلال شارك ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق